تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما تنتهي صلاحية الأدوات

حدث وتعليق
الاربعاء13-11-2019
ناصر منذر

ليس من باب المصادفة تصفية مؤسس منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية ضابط الاستخبارات البريطاني السابق جيمس لو ميزوريه بالقرب من منزله في مدينة اسطنبول التركية، بعد أيام قليلة من تأكيد وزارة الخارجية الروسية ارتباط لو ميزوريه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومطالبتها الحكومة البريطانية بإعطاء تفسير لعلاقته المشبوهة بالتنظيم.

الخبر يقول إن لو ميزوريه وجد ميتاً قرب منزله في ظروف مشبوهة، ما يعني أن الكثير من الأسئلة تحيق بعملية مقتله، وهذا أسلوب استخباراتي تتقنه العديد من دول الغرب عندما تتكشف الحقائق حول تورطها في الكثير من الأعمال الإرهابية، أو التخريبية التي توكل مهام تنفيذها لجهات أخرى حتى تبدو بعيدة عن الشبهات، ويمكنها في ذات الوقت من مواصلة سياسة التضليل الممنهج حول كيفية الاستثمار السياسي والعسكري لجرائمها تلك، ومحاولة إلصاق التهم بالدول المستهدفة كما حصل ضد الدولة السورية، عبر مسرحيات «الكيميائي» التي أعدتها «الخوذ البيضاء»، واتخذها ثالوث الإرهاب الأميركي والبريطاني والفرنسي لشن عدوانه على الشعب السوري.‏

اليوم ثمة تحول ملموس يشهده الرأي العام العالمي، والغربي على وجه الخصوص، لجهة إدراكه بأن المسؤولين الغربيين نسجوا الكثير من الأكاذيب حول ما يجري في المنطقة، وبشكل خاص في سورية، وبمجرد الكشف الروسي عن الصلات الوثيقة بين لو ميزوريه والتنظيمات الإرهابية، وأن «الخوذ البيضاء» التي أنشأها ترتبط مباشرة بإرهابيي «النصرة»، تمت تصفية لو ميزوريه، لإخفاء حقيقة الدعم الغربي للإرهابيين، خاصة وأن العديد من الدول الغربية ساهمت بتمويل المنظمة الإرهابية، وعلى رأسها أميركا وبريطانيا وتركيا وألمانيا وفرنسا والدانمارك وهولندا، وكل دولة ساهمت بالتمويل لها مصلحة مباشرة بعملية التصفية، وقد تكون عملية مشتركة بين تلك الدول مجتمعة.‏

مقتل مؤسس «الخوذ البيضاء» ربما يشير إلى قرب انتهاء دور المنظمة الإرهابية، بعدما شارفت صلاحيتها على الانتهاء، أو بعدما تكشفت أكاذيب الدول الداعمة التي سوقتها على أنها «منظمة إنسانية» ومنحت جائزة نوبل لإرهابييها «كأبطال إنسانيين» مزيفين، وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية كانت قد منحت في 2016 وسام الإمبراطورية البريطانية لمؤسسها المقتول، علماً أن أماكن عمل تلك المنظمة انحصر فقط في أماكن وجود التنظيمات الإرهابية، وعناصرها سبق وأن ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوف « النصرة وداعش» وغيرهما، ولم يعد هناك أي مجال للتستر على ماهية تلك المنظمة، وارتباطها العضوي بالإرهاب.‏

كل الوقائع والمعطيات أثبتت بأن أميركا والغرب على وجه العموم يلجؤون للتخلص من عملائهم عندما ينتهي دورهم، ويصبح وجودهم عبئاً يثقل كاهلهم، ولكن هذا لا يعني بأن الغرب لن يلجأ لأسلوب استبدالهم بعملاء جدد، أو إلباسهم ثوباً آخر، لاستخدامهم مجدداً، لأن جوهر سياسته ترتكز على الإرهاب في المقام الأول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية