تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 24/12/2004م
قمر كيلاني
أسميه الزمن الحزين.. رغم أنه زمن التعذيب والقسوة والقتل والدمار.. لأن كل هذا يترك وراءه خيوطا من الحزن تطول مساحات كبيرة.. وتمس أناسا كثيرين.. ولاسيما أنهم من أرض واحدة.. وشعوب واحدة.. وعقائد واحدة. زمن قاس من خلال صدماته المؤلمة يترك وراءه غيوما من الأحزان لا تبددها شموس الأعياد.. حتى تلك الأعياد التي اعتاد الناس فيها على خلق الأفراح.. ولو للأطفال.. فالأطفال أنفسهم ليسوا غافلين عما يجري.. وليسوا إلا تلك المخلوقات الهشة التي ترتعش في ثلج المأساة, فلمن إذاً تطوف الهدايا على أجنحة المسرة? ولمن تقرع أجراس الأعياد? وهل تقرع تلك الأجراس من أجل الذين تثقل أكتافهم أعباء الاعتداءات.. التي طالت دور العبادة مهما كانت نائية عن موقع الأحداث? هل تقرع في آذان الذين عاشوا أزيز الطائرات.. وأصوات المتفجرات, وعويل الأرامل والثكالى والأمهات? هل تقرع في أراض يسلط فوقها الفزع ولا من خشع أو ارتدع أمام قدسية الأعياد?

إنه الزمن الحزين. والحزن حجر يثقل صدور الناس بل هو كابوس.. فكيف يكون التحرر من الأثقال.. والتخلص من الكوابيس والأنباء يوما بعد يوم تمطر أحزانا?‏

وإذا كانت الدماء.. كل هذه الدماء لا تطهر القلوب من الأحقاد.. ولا تضيء نجمة الأمل حتى للصغار فبماذا نفرح إذاً? هل علينا أن نعلق الدموع بدل الشموع.. وأن نقرأ في الأسفار بدل الأشعار.. وأن نختم الابتهاج بما هو رفض أو احتجاج?‏

فيا أيها الزمن الحزين.. يا من تملؤنا بفواجعك فلا يسمع منها إلا الرنين.. أيها الزمن الحزين.. ولا زمن يمر على شعوب بأسرها قد تطاول حتى أصبح يعد بالسنين.. أيها الزمن الرمادي.. دعنا نفتح العيون على البياض.. بياض الإيمان بأن قيم المحبة والسلام والخير والوئام لاتزال ترفرف في تعاليم المسيح.. في أنوار البتول.. في البريق السماوي للبراق ومسرى الرسول.. دعنا نسير نحو أقدارنا ومصائرنا فوق الأشواك.. فنحن أمة صابرة مر عليها الكثير الكثير من المحن.. وعانت الكثير الكثير من العذابات.. وما خرجت عن الأفلاك.. أفلاك إيمانها وعزائمها والتطلع إلى المستقبل رغم هزائمها.‏

أيها الزمن الحزين. .ليتقدس لديك الفرح.. ولو كان شمعة في كوخ عجوز مسكين.. ولو كان غصنا أخضر واحدا في غابة التشرد والأنين.. ولو كان نسمة.. ولو كان دمعة.‏

أفراح الأعياد ثمار بين الأشواك.. لا يقطفها إلا من بذل دمه كفارة أو بشارة أو من فهم رمز الإيمان والإشارة.. أيها الزمن الحزين أنا لا أرثيك في الحقيقة بل استدعيك رغم أحزانك.. لتنشر شيئا من أفراحك.‏

 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 30378
القراءات: 30377
القراءات: 30383
القراءات: 30378
القراءات: 30377
القراءات: 30376
القراءات: 30373
القراءات: 30375
القراءات: 30374
القراءات: 30379
القراءات: 30377
القراءات: 30372
القراءات: 30381
القراءات: 30378
القراءات: 30381
القراءات: 30379
القراءات: 30377
القراءات: 30374
القراءات: 30378
القراءات: 30369
القراءات: 30373
القراءات: 30376
القراءات: 30381
القراءات: 30376
القراءات: 30375
القراءات: 30378
القراءات: 30377
القراءات: 30376

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية