رؤية - غازي حسين العلي

تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 2/7/2004‏
غازي حسين العلي
يقول نيتشه:» إن كل مبدع بحاجة إلى جمهور حتى ولو كان قطيعا من الجواميس« . ومع ما في قوله من مبالغة, فإن المبد ع لا يمكن له الكتابة خارج دائرة الناس, وبعيداً عن كلمات الإطراء والتشجيع, وغالباً ما يقرأ تجربته في عيون الآخرين, وكلمة طيبة منهم, كافية لأن تدفعه إلى مزيد من النجاح.‏

وكون القراءة, أصبحت في هذا الزمن, بنظر البعض, هدراً للوقت وجلباً لوجع الرأس, فإن الأديب المعروف وليد إخلاصي, صرّح غير مرّة, مازحاً, إنه على استعداد لتكفل دعوة عامرة إلى العشاء, لأي شخص يثبت أنه قرأ عملاً أدبياً له. وعند صدور روايتي الثانية »صخب الأرصفة« أواخر العام الماضي, تداولت مع زميل لي إمكانية لصق مبلغ مئتي ليرة سورية تحت الإهداء ( طبعاً) جلبا للتشجيع, وتأكيداً على قراءتها.‏ ‏

من طرف آخر, ووسط ندرة القراء, فإن أحدهم يتحدث دون كلل أو ملل, عن جمهوره الواسع, وعن قرائه المفترضين, وعن فتوحاته في عالم الكتابة والإبداع.. علما أن عدد النسخ المطبوعة من كتابه, وهي التي فعلت كل هذه المعجزات, ولم تتجاوز الخمس مائة نسخة لاغير.‏ ‏

الإبداع- باعتقادي- يحتاج إلى ظروف موضوعية, تتحول مع الزمن إلى حاضنة تكفل له التقدم والنجاح, غير أن مثل هذا, غالبا ما يضمحل في خضم التحولات الاجتماعية, وكوننا جزءاً من هذا العالم, فإن عواصف التحول, سوف لن تحيد عنا, والأمر في كافة الأحوال, يحتاج إلى إعادة تقييم, وشيء من منطق وبعد نظر, لمعرفة ما يمكن فعله, في جعل معنى القراءة, يأخذ موقعه الحقيقي, فيما نفكر ونعمل.‏ ‏

‏ ‏

‏

غازي حسين العلي
غازي حسين العلي