تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأس المعري المقطوع..

معا على الطريق
الخميس 6-2-2020
أسعد عبود

تلك هي الحقيقة التي لا تخفي دلالاتها يوم دخلوها، أسرعوا إلى رأس المعري وقطعوه.. لم يبك الرأس ولا صاحبه .. فحيث تكون رايات الفكر الأسود المتفرد المظلم.. لا يمكن أن يكون المعري!! هذا مستحيل.. ولو عاش المعري وهم قادمون براياتهم السوداء وقد دخلوا المدينة لقطع بيده رأسه!!

المعري فيلسوف البحث والتفكير بعمق حقائق الأمور وكينونة الإنسان ومصيره.. كيف لرأسه أن يصمد أمام قطعان المجردين من كل عقل مع سبق الإصرار.‏‏‏

السؤال الذي يطالعني:‏‏‏

لو قدّر لهؤلاء أن يحكموا الأمة الإسلامية منذ كان الإسلام وانتشر حتى اليوم.. فما الذي كانت ستخسره البشرية والحياة؟!‏‏‏

إنهم يقطعون الرؤوس فقط، لأن فيها أدمغة تختزن عقولاً.. و .. والعقل عدوهم، لأنه يفكر فيرى فيعرف.. ولعله يرى ما لا يرون ويعرف ما لا يعرفون.. وفي شرائعهم، أن ذلك عقوبته الموت.. بل قطع الرأس.‏‏‏

هنا يكمن ما يتحداهم .. ثمة رأس يفكر ويحاول .. ويغامر.. وقد يرى ما لا يرون.. يريدون إخضاع العقل لثابت جهلهم.. وكل عقل ثابت هو عقل جاهل.‏‏‏

في هذا الإطار يشكل المعري تحدياً نموذجياً لما يرون.. هو صاحب السؤال الدائم بحثاً عن الاقتناع والحقيقة والإيمان الصادق، وليس بحثاً عما يسمونه الكفر!!‏‏‏

حيّرته الحياة.. فحمل سراج العقل ليضيء ظلماتها.. وينتصر على ظلمة عينيه، فيرى كما لم يرَ أحد.‏‏‏

حيرته الآخرة فكتب فيها «رسالة الغفران» وما زالت حتى اليوم رسالة الإبداع والفكر والصدق والبحث عن الحقيقة.. عن الصحيح.. «ليت شعري ما الصحيح»؟‏‏‏

عن المصير البشري:‏‏‏

صاح، هذي قبورنا تملأ الرحب‏‏‏

فأين القبور من عهد عاد؟‏‏‏

ابن المعرة تذكرته مدينته التي نسب إليها، وحمل اسمها على مرّ العصور.. فأقامت له نصباً.. بل هو نصب للرأس الذي احتوى دماغاً اختزن العقل الفريد.‏‏‏

عقل المعري كان تحدياً للجهلة والكفرة وأعداء العقل.. ويوم دخلوا المدينة أسرعوا إليه.. فقطعوه... مانحين العبقري الكبير بعد أكثر من ألف عام على ولادته ونشأته شرف رفضهم ومعاداتهم إلى الأبد.‏‏‏

للمعري وعقله وفكره وتاريخه والإعجاز فيما خلّف وورّث.. يهدي السوريون اليوم حاضنته الأبدية «المعرة» إنها معرة المعري.‏‏‏

ستدور الأيام وتتجدد الحياة.. ويستعيد السوريون إشراقة العقل وإرادة الحياة المنتصرة.. ويبقى المعري خالداً خلود المعرة.. ولن يتذكر أحد في الدنيا أصحاب الرايات السوداء إلا للعنهم.‏‏‏

As.abboud@gmail.com‏"‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 775
القراءات: 800
القراءات: 789
القراءات: 882
القراءات: 734
القراءات: 853
القراءات: 796
القراءات: 842
القراءات: 773
القراءات: 817
القراءات: 719
القراءات: 810
القراءات: 803
القراءات: 770
القراءات: 813
القراءات: 944
القراءات: 679
القراءات: 984
القراءات: 1145
القراءات: 881
القراءات: 842
القراءات: 1164
القراءات: 1055
القراءات: 833
القراءات: 993

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية