تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آخر الأوراق

افتتاحية
الاثنين 20-1-2020
عـــلي نصر الله

بَهلوانية الحركات الأميركية الواهمة، وتلك البهلوانيات التي تُركز على محاولة اللعب والتلاعب بالمُفردات، بتصريحات وتصريحات عبثية، مُتناقضة، تَرقص على مَعاني الوهم ذاته،

بتوقيت يُشير لانكشاف اللعبة ولاحتراق كل أوراقها، بتوقيتِ استحقاق الهزيمة ووجوب الإقرار بالفشل، بتوقيت يَقترب من إعلان انتهاء جميع الأشواط، والأوقات المُستقطعة حتى، هل هو الانفصال عن الواقع؟ أم هو الاستغراق بالحسابات الخاطئة؟‏

انفصالٌ عن الواقع واستغراقٌ بالحماقة هو، وربما هو رَميٌ لآخر الأوراق التالفة المُحترقة، بتوقيت الهزيمة واشتداد الأزمات والمآزق التي تُحاصر أميركا دونالد ترامب المُهدد بالعزل، الذي لا يعرف كيف يُلملم الأشلاء المُتشظية من مشروع هيمنة يَتلاشى، تَتَبدد أدواته، يَتفرق داعموه، ويَتنكر له صانعوه، فلا تَجد الدولة العميقة طريقاً لإنقاذه باحتضانه، وتَفتقر بذات الوقت لقرار التَّخلي عنه!‏

واشنطن كمَقر لإدارة تحالف الشر والعدوان - وباقي المُلحقات - تَلعب في هذه الأثناء آخر أوراقها، الإرهابُ الاقتصادي أولاً، الحربُ النفسية ثانياً، بالتوازي، بكامل الثقل، وبكَمٍّ كبيرٍ من الهُراء والوهم، ذلك من بعد ارتفاع الصوت المُقاوم، ومن بعد ناجز الأهداف الكُبرى المُتحققة بغير اتجاه، في الميدان، كما في السياسة.‏

إنّ إعادة إنتاج الإرهاب الداعشي ومُشتقاته، أمر مُحال، وإنّ الاجترار باعتماد مشروع إشاعة الفوضى والاستثمار فيها مُستحيل، وإنّ أمرَ العودة للمُربعات الأولى وهمٌ بوهم، وإنّ حماقة الذهاب باتجاهها سيُولد ما لا قُدرة لأصحابها على تَحمل تبعاتها، بل قد يُسرع المسارات بلوغاً للمآلات النهائية التي حددتها سيرورة التطورات والانتصارات السورية أولاً، ومسارات الأحداث على الجبهات والمحاور الأخرى ثانياً. محور المقاومة اليوم أقوى، أكثر مناعة وصلابة، والكلمة العليا له، لا لغيره.‏

الخروجُ الأميركي القسري من المنطقة، ليس هدفاً إنشائياً أو شعاراً يَتردد، هو سقف واقعي للإرادة القوية، للفعل العملاق المُؤثر، للكثير مما هو عَملي حقيقي يَرتبط عضوياً بالكثير مما تَجهله الإدارات المُتعاقبة بالولايات المتحدة، وبالكثير مما لا يَفهمه الأذلاء من تابعيها، تَرويه وقائع تاريخية سابقة، وتُحدث به حركة الأحرار على الأرض: لا مَكان هنا لمُحتل غاصب أميركي صهيوني غربي أو عثماني.‏

رميُ آخر أوراق العدوان كمُحاولة للالتفاف عملية حمقاء مَحكومة بالفشل، لا مجالَ للمُناورة، ولا آفاق مفتوحة إلا على حقيقة واحدة، تُؤكد أنّ الهيمنة الأميركية ستُصبح جزءاً من الماضي في هذه المنطقة، يَقيناً ستكون من الماضي السيئ، ويَقيناً - في لحظة التَّحقق - سيُبنى عليها الكثير في العالم، وسيَتأسس انطلاقاً منها لأَمر عظيم انتظرته الشعوب التي ستكون أكثر أمناً واستقراراً بلا أميركا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12311
القراءات: 1629
القراءات: 1285
القراءات: 1449
القراءات: 1407
القراءات: 1217
القراءات: 1464
القراءات: 1325
القراءات: 1447
القراءات: 1529
القراءات: 1535
القراءات: 1605
القراءات: 1873
القراءات: 1250
القراءات: 1325
القراءات: 1267
القراءات: 1638
القراءات: 1452
القراءات: 1412
القراءات: 1494
القراءات: 1442
القراءات: 1470
القراءات: 1444
القراءات: 1752
القراءات: 1451
القراءات: 1329

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية