تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أرقامنا تدل علينا ..!!

معاً على الطريق
الخميس 5-3-2020
أسعد عبود

لا أستطيع أن أمضي فيما بقي لي من ظهور على وسائل الأعلام و المتمثل بهذه الزاوية الاسبوعية دون المرور من فضاء يغيب مع غروب شمس الصديق الراحل (ريمون بطرس).

لا أتذكر متى تعرفت على ريمون.. لا أحفظ تاريخاً لذلك.. مثل ما أنا لا أتذكر بداية لمعرفتي بهذه السنديانة التي أقبع وبيتي تحتها .. كأن ريمون أحدٌ، وجد في حياتي هكذا .. و لن أسرف في شرح الصفات والمناقب و المنجزات .. هو بجد رجل غني بكل معنى الكلمة .. غني بفكره .. بفنه.. بما قدم .. بما أنتج و أبدع .. أقول ذلك، لأن ريمون كان متواضعاً .. يبلغ في تواضعه سوية الجندي المجهول ..‏

التقيته يوماً مع الراحل فواز الساجر و كلاهما جاري .. لكن فواز كان جاري الأقرب .. البناية ذاتها .. همَّ فواز يعرفني بريمون .. لكنه تراجع ليقول لي: بتعرفه .. ريمون بطرس .. شعرت أن ذلك هو الطبيعي .. أن أعرفه ..‏

كنا مجموعة متعددة الأطراف .. اليوم أعرف أنه كان الزمن الجميل .. وعهدي به أننا كنا نعد للزمن الجميل ..‏

يا حسرة يا قلب .. بعد زمن غير طويل ترافقت مع ريمون إلى منبج نتبع جثمان فواز .. بتنا في حلب و تكفل ريمون برعايتي .. سهرنا .. و نمنا في بيت صديق له .. وعدنا في اليوم التالي إلى دمشق بعد الدفن مباشرة .. بين ذاك تلك السفرة الحزينة و العودة، لم يعد شيء ينقصني بمعرفة ريمون و لم نغب عن بعضنا بمعنى الغياب .. ريمون شديد الود لأصدقائه .. منذ فترة قصيرة هاتفني ليلاً وكنت في الضيعة.. قال لي: يا اخي أنا (بس بدي حاكيك) .. و بدا لي أنه منتشٍ.. اتفقنا على لقاء قريب في دمشق ولم نلتق ..‏

ما علاقة ذلك كله بأن أرقامنا تدل علينا ..؟؟‏

ذات يوم اتصل ريمون بي .. و قال لي أنه يصور في حماه.. وأنه يحتاجني للإجابة على أسئلة .. حول البادية السورية و الحياة فيها .. و .. بين الأسئلة .. كان عن قطيع الاغنام السوري .. ؟‏

أخبرته أنه ليس هناك رقم يقدم الحقيقة و بفوارق كبيرة بين رقم و رقم .. قال لي :‏

أي من أي رقم بدنا نأكل لحم و جبنة .. ؟‏

قلت: من الفارق بين رقمين .. و لما (بشوفك) بحكي لك عن بؤس الأرقام في حياتنا ..‏

يوم التقينا .. تضاعف استهلاكنا على السفرة .. ريمون كي يتحمل ما أسررت به عن الأرقام .. و أنا كي أصل إلى ابداع ريمون في الشتائم و الغناء .. كانت سهرة جميلة لكلينا ..‏

أنا بصدق أبكي على ريمون .. صديقي .. و(بحبه)..‏

وأبكي على الأرقام و فوضى الأرقام .. اليوم قرأت على شاشة محلية .. أن السودان استقبلت 12 مليون مهاجر سوري في الأحداث التي عرفناها و ما زالت .. !!!‏

طيب اذا السودان 12 مليون .. ودول الجوار و كل ما اعلنت عنه من استضافات لم تعد محمولة للسوريين .. تركيا.. لبنان الحريري .. الأردن .. مصر .. و .. و .. و الذين بقوا في كل البقاع السورية ..‏

قال لي ريمون :‏

أنت متأكد أن سكان سورية 23 مليوناً أم 53 .. ؟؟!!‏

لم أجبه .. و في مرة قادمة سأستعين بالأصدقاء من أجل الجواب الصحيح ؟؟‏

as.abboud@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 775
القراءات: 800
القراءات: 790
القراءات: 882
القراءات: 734
القراءات: 853
القراءات: 796
القراءات: 842
القراءات: 773
القراءات: 817
القراءات: 719
القراءات: 810
القراءات: 803
القراءات: 770
القراءات: 813
القراءات: 944
القراءات: 679
القراءات: 984
القراءات: 1145
القراءات: 881
القراءات: 842
القراءات: 1165
القراءات: 1055
القراءات: 833
القراءات: 993

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية