تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضرة...رجاء العلي..التضليــل اللغــوي والتلاعــــب بالمصطلحـــــات

ثقافة
الأربعاء22-1-2020
سلوى الديب

(المتأمل في الماضي والحاضر يجدُ أنَّ ظاهرة التضليل اللغوي موجودة، وأول من ضللًّ بالألفاظ وتلاعب بها هو إبليس حين سمَّى شجرة الطرد والحرمان بلفظ شجرة الخُّلد وملك لا يبلى) كان هذا محور محاضرة الباحثة رجاء العلي في رابطة الخريجين

الجامعيين بحمص بعنوان (التضليل اللغوي والتلاعب بالمصطلحات) بحضور عدد كبير من النخبة المثقفة سنورد بعض ما جاء فيها:‏

ما يهدد اللغة العربية في الوقت الحاضر تزايد الاعتماد على المصطلحات الأجنبية والترجمة الحرفية دون الالتفات إلى خطورة المعاني التي تحملها في سياقها اللغوي الأصلي، وتحدث عن هذه الظاهرة الخطيرة أستاذ أصول اللغة في جامعة القاهرة الدكتور عبد الفتاح فتوح قائلاً: (ليست اللغة أداة للتواصل والتعبير والتبليغ والتوضيح، بل أيضاً هي أداة للتمويه والتضليل والتعتيم، ولذلك من الضروري الانتباه إلى هذه الجوانب السلبية بجانب انتباهنا للوظائف الإيجابية).‏

وتناولت حرب المصطلحات التي نعيشها والتي تتسارع وسائل الإعلام في إزكاء فتيلها وترجمتها وبثها على جناح السرعة باستخدام تقنيات التضليل الكلامي للسيطرة على الرأي العام مثل: استعمال التناقضات الكلامية، والتأويلات الكلامية المموهة، اللفظيات الكلامية الفارغة، وتقنيات الاجتذاب والإغواء والإيحاء، والتلاعب الدلالي للكلام.‏

وقد ساهمت وسائل الإعلام بالتأسيس لمدرسة تضليل كلامي موجَّه إلى عقول الناس ومشاعرهم بهدف خلق فوضى الأحكام وتشتيت الرأي وهو ما يعرف بفن قيادة النفوس بواسطة التضليل وتوجيه الرأي العام.‏

وقد نجحت المدرسة التضليلية في بناء وتشكيل أساليب في الخطاب، تعتمد الإيهام بتطبيق مبدأ ونظرية أنَّه من يمتلك الحقيقة.‏

وأشارت إلى دور الإعلام الغربي وسباقه في فرض المصطلحات، فقد بلغ الاستخدام العشوائي أو المقصود لبعض المصطلحات في وسائل الإعلام حدَّاً كبيراً، بحيث صار يفتقد في كثير من الأحيان إلى التبصر في المعاني التي تحملها ومدى حقيقتها وصدقها وصحتها، دون مراعاة لضرورة الدقة في ترجمة المصطلحات الإعلامية وتوجيهها عبر وسائل الإعلام إلى شرائح واسعة من الجماهير على اختلاف مستوياتهم.‏

وللأمانة قد لا تكون وسائل الإعلام هي من يقوم بصناعة المصطلحات التي ترددها، وإنما توجد جهات خارجية تقوم بصناعة هذه المصطلحات وتصديرها إلى وسائل إعلامنا العربية والمتلقي العربي يستسلم لها ويرددها وتصبح أمراً واقعاً في قاموسه اللغوي دون الالتفات إلى خطورة المعاني التي تحملها في سياقها اللغوي الأصلي.‏

وذكرت العلي العديد من نماذج التضليل اللغوي منها:‏

مصطلح الربيع العربيّ أول من استخدمه البروفسور مارك لاتش عام 2011 في جامعة جورج واشنطن، وينسب أصل هذا المصطلح إلى ثورات أوربية حدثت بين عامي 1789-1884، وأطلق عليها تسمية ربيع الشعوب وهو وصف لظاهرة انتفاضة الشعوب الأوربية في وجه حكامها وواقعة في اللغة العربية.‏

ومصطلح الشرعية الدولية بدلاً من قانون القوة والتفوق الاقتصادي والعسكري، ومصطلح التسوية السلميّة بدلاً من التفاوض وفق الحقائق التي فرضها السلاح..‏

أما من يستخدم هذه المصطلحات؟ فقالت: تستخدمها النخب الفاسدة في كل مجالات الحياة للسيطرة على العقل الجمعي، لأنه سهل الانقياد وأدواتهم التهويل والمبالغة واستخدام كل مجالات اللغة من شعر وخطابة وبلاغة وخيال، كما تعتمد على الدعاية وتوظيف بعض العلوم المساندة كالتاريخ وعلم النفس والاجتماع..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية