تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نظرة ولكن..؟!

عين المجتمع
الخميس16-1-2020
ياسر حمزة

عندما قام الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي برسم لوحته الشهيرة الجيوكندا او المونوليزا لم يدر في خلده أنه قد أبدع تحفة فنية عزّ نظيرها ومازالت نظرة هذه السيدة الإيطالية تبعث لدى كل من ينظر إليها مزيجا من الإعجاب والدهشة

على هذه الابتسامة الغامضة وأصبح كل يفسر هذه الابتسامة من وجهة نظره حتى وصل المفسرون إلى الآلاف من مختلف أطياف ومشارب الناس الرسام - الطبيب - الغني - الفقير.‏

هذا المثال أي نظرة الجيوكندا تنطبق علينا أو على واقعنا الحالي فكما اختلف المفسرون في تفسير نظرة الجيوكندا اختلفنا في تفسير أو الاتفاق على أي قضية من أبسط الأمور إلى أعقدها ومن كبيرها إلى صغيرها، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ,و الأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى و آخر هذه الأمثلة توزيع المواد التموينية من رز وسكر وشاي بواسطة البطاقة الذكية وهي بدلا لبونات التموين سابقا .‏

الجميع أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع من وسائل التواصل الاجتماعي إلى المواقع الإلكترونية إلى الصحافة الورقية ولم يتم تكوين رأي جامع مانع. أما لحسنات هذه الخطوة نظراً لحساسية الظرف الزمني الذي ظهرت به من حصار جائر وارتفاع أسعار فاق كل تصور ,أو برفضها نظراً لأن الكمية المخصصة على البطاقة قليلة ويتم شراء أضعافها بأسعار كاوية.‏

مختصر الكلام... أننا مهما اختلفنا في نظرتنا وتفسيرنا للأمور سلباً أو إيجاباً فربما ذلك يعد أفضل تعبير عن تفسير وفهم ابتسامة الجيوكندا.. الآلاف فسروا وهي صامدة في المتحف لا يعنيها كل هذا .‏

من العبارات الحديثة والشائعة التي تنطبق على واقعنا المعاش عبارة /تحت الهوى / وهي تقال لمعنى ما يجري من الحوار والكلام قبل التسجيل للإذاعة والتلفزة أو قبل البث المباشر.‏

الحقيقة أن حياتنا أصبحت في معظمها تحت الهواء , في مكان العمل في السهرات في الجامعات في الرحلات على وسائل التواصل الاجتماعي هناك دائماً كلام تحت الهواء يقال ويقال , وماذا بعد ؟ , وماذا يفيدنا الحديث تحت الهواء اذا لم نستطع البوح به على الهواء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية