تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللؤلــــؤ المكنــــــوز

رؤية
الجمعة10-1-2020
هناء الدويري

المطر يطل من نافذتي مبشرا بحياة ملؤها الخصب والحب والأمان بعيدا عن كل شرور العالم.. هكذا تطمئن نفسي لحبات اللؤلؤ الوحيدة التي يمكنني أن أراها من نافذة تطل على الكون.. في مسكني.. في أرضي.. في وطني..

نافذة بيتي تطل على الكون.. بلدنا..وطننا.. أرضنا.. مسكننا.. هي لنا، حرام على غيرنا.. فيها عزنا.. بقاؤنا..حبنا.. وكل العالم والكون نختزله بنظرة صغيرة من نافذة مسكننا وسكينتنا.‏

اللؤلؤ المكنوز في حبات المطر هو ذات اللؤلؤ الذي يجوب كل العالم معلنا أن شهيد الحق هو سليماني وكل شهداء المنطقة في عالمنا العربي لؤلؤ مكنوز بالحب والحق.. سعداء لأننا ننشر الحب في كل الساحات، ونرفض الذل والهوان من كل أعداء الإنسانية والحرية وأعداء الحب في زمن عقد الكون فيه مؤامرته ظنا منه أنه لم يبق عندنا حب.. واهمون كل الوهم.. فالحب في أوطاننا كحبات المطر لؤلؤها لايباع ولا يشترى، تروي الأرض العطشى في كل بقعة من بقاعه ولاتسأل ولاتميز بين الشوكي والوارف والمزهر فيها، الحب عندنا واحد وكل تربة تنضح بما فيها.‏

قصص الحب واللؤلؤ في بلادنا لاتشبه أي قصص عندكم ولاتشبه اللؤلؤ الذي أتيتم من أجله، اللؤلؤ عندنا يروي الأرض ليسطع في السماء أيقونات حب تهدي الضعفاء والمساكين والمظلومين وأصحاب الحق.. الحب عندنا لايحمل التعقيد ولا التأويل، هو رضا وقبول لا وساطة فيه ولا مراء.. يحملنا هذا الحب إلى العطاء والعطف والعفو والرعاية نختزلهم في الشهادة.‏

أما الندرة في الحب عندكم تحملكم إلى الرفاهية والتقليد والتباهي والغيرة وتختزلونها بالحماقة والقباحة والتلعثم عند إحقاق الحق.. قصصنا وسيرنا ومشاربنا وعملنا وحياتنا الكلية تفسر حبنا بالفطرة.. وجهلكم وحماقاتكم تمنعكم من قراءة محتوانا الفكري والعلمي والفلسفي والإيماني المكللة باللؤلؤ المكنوز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية