تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النقيب المهندس الجريح أسامة إبراهيم .. إبداع بحجم الألم .. وطموح يتجاوز الواقع

مجتمع
الثلاثاء31-10-2019
غصون سليمان

نلتقيهم صدفة او على موعد.. نتعرف عليهم نحاورهم بعض الوقت..وما ان نقترب من حدود تجاربهم ومعاناتهم حتى نكتشف ذاك المخزون المؤرشف عند الكثيرين من الناس اولئك الذين لديهم القدرة على صناعة نوافذ للحياة وفتح أبواب للتفاؤل والعمل من زوايا متعددة هم الأقدر على رسمها ..في معارك الميدان كانت لهم بصمتهم وفي معارك الحياة كانت لهم تجربتهم من نوع ولون آخر .

‏‏‏

ينتابك شيء من الخجل والحرج في داخلك حين تعجزك بعض الأشياء التي يصعب عليك تنفيذها وإن كانت بسيطة.. فيما هم أبطال الجيش العربي صناع المجد لهم في كل ساح قصة وداخل كل باب مفتاح للأمل يتفوقون بصناعة الأفكار وإنجاز عملياتها بكل صبر ودقة ..‏‏‏

في هذه المساحة من السطور نسلط الضوء على مشوار عمل وكفاح قدمه النقيب المهندس الجريح اسامة ابراهيم وقبل الدخول بتفاصيل انجازه في مجال الابداع والاختراع يذكر في حديث مودة وتقدير وكبرياء.. يذكر الجريح اسامة ابراهيم انه في العام 2013 حين كان ورفاقه يضربون طوقا أمنيا لحماية إحدى النقاط حول المنشأة ٥٦٠ أصيب بأربع طلقات استقر بعضها في الرقبة والبطن واليد ما أدى لحدوث شلل رباعي ومع رحلة العلاج المستمرة تمكنت الأيدي من العمل والحركة وأخذ الوضع الجسدي يتحسن تدريجيا‏‏‏

الاصرار على الانجاز‏‏‏

ولطالما الحياة لا تتوقف مهما كانت صعوبة الامتحان قرر النقيب المهندس خوض تجربة دراسة الماجستير من خلال العمل على مشروع نظام متابعة مستمر لمرضى الحال المزمنة عن بعد عبر تطبيقات آندرويد «الهواتف الذكية».وهذا التطبيق كما يقول ابراهيم قائم على تقنيات معلوماتية لسنة ٢٠١٩ وهذا التطبيق عموما مجاني ، فقط يكلف الشخص أجرة الحساسات .. فهناك ساعة بـ ٥٠ دولارا على سبيل المثال وساعة أخرى بـ ١٠٠دولار وهذه تأتي بعدة مؤشرات حيوية «٥٠ مؤشر،حيوي معدل نبضات القلب،درجة الحرارة ، ضغط الانسان،لذلك التكلفة بالعمل تقوم فقط على هذه الساعة(ألمانية الصنع) التي تخدم المريض ما يقارب الخمس سنوات. مبينا أنه إذا ما أخذنا هذه الصناعة كتجهيزات ونضيف لها البرمجيات المطلوبة لنجعل التواصل قائما بين المريض والطبيب ٢٤ ساعة على ٢٤ .. وذلك تلافيا لما قد يحصل احيانا من حدوث ازمة قلبية ، تسارع نبضات القلب ليلا ويمكن أن يغادر الحياة لأنه لم يتمكن من اسعافه في الوقت المناسب ..‏‏‏

ولفت المهندس الجريح ابراهيم إلى وجود مشكلة أخرى تتمثل بصعوبة وصول خدمات الصحة إلى الارياف فمن يبعد عن المدينة عشرات الكيلو مترات ربما يموت المريض قبل أن تقدم له الخدمة.‏‏‏

والمميز برأيه أن التطبيق شغال على صفحة ويب عادية يستطيع الطبيب أو الدكتور أن يدخل بأي لحظة على الويب وبنفس الوقت هو شغال ويعمل على الموبايل .‏‏‏

وإذا ما أردنا فتح صفحة الموبايل فإننا نلحظ معدل نبضات القلب الحالية وإشارات إنذارات في حال تسارع او تباطؤ نبضات القلب أو ارتفاع ،درجة حرارة ليس لها مبرر. بمعنى يستطيع الطبيب أن يساعد المريض، حتى ولو لم يطلب المريض المساعدة .‏‏‏

هذا التصميم أنجزه الجريح البطل بعد الإصابة.. وهو يسعى حاليا لتلبية طموحاته من خلال متابعة ونيل درجة الدكتوراه . إذ حاول في رسالة الماجستير ألاّ تكون مجرد تقييم أو فكرة بحثية فقط وإنما تطبيق مع فكرة بحثية خاصة وأن البحث يحاول أن يخفض التكاليف قدر الامكان، ويخدم بشكل طبيعي الحالات المزمنة ليس فقط لجرحى الجيش العربي السوري بل لمرضى السكري والقلب... لافتا لأهمية تقديم الامانة السورية للتنمية حاسوب حديث ما ساعد على إكمال رسالة الماجستير وانجاز تفاصيل مشروع الابداع والاختراع .‏‏‏

وحول الاهتمام بالعلاج ورعاية جرحى الجيش العربي السوري أكد المهندس إبراهيم أن مشروع جريح وطن برعاية الأمانة السورية للتنمية يقدم كل مستلزمات العلاج من معالجة فيزيائية، بطاقة تأمين صحي، يسحب عليها الدواء دون أي نسبة تحمل ..‏‏‏

أخيرا يذكر أن المهندس أسامة إبراهيم قد حصل على ذهبية الباسل للإبداع والاختراع‏‏‏

حول تصميم نظام المتابعة المستمر للمرضى عبر تطبيق أندرويد الذي ذكرناه آنفا في معرض الباسل للإبداع والاختراع في دورة معرض دمشق الدولي للعام الحالي‏‏‏

حيث يعمل هذا الجهاز على تحسين مستوى جودة الخدمة والرعاية الصحية المقدمة لمرضى الحالات المزمنة (مثل مرضى الشلل ومرضى السكري والمسنين)، من خلال كسر الحاجزين الزماني والمكاني أثناء متابعة الطبيب لمرضاه على مدار24 الساعة .‏‏‏

ويساهم في تقليل نسب الوفاة المفاجئة خاصة بالنسبة لمرضى الحالات المزمنة، ويساعد بالمقابل على تحقيق تفاعلية عالية بين الطبيب والمريض، أي قدرة الطبيب على متابعة حالة المرضى باستمرار وتلقي التنبيهات التي تخص حالتهم بشكل آني، ومن أي مكان سواء من «المشفى - المنزل -عيادته الخاصة» بمجرد اتصاله بالإنترنت، حيث يعتمد النظام في مرحلة اخراج البيانات على أندرويد فهو نظام تشغيل مجاني ومفتوح المصدر مبني على نواة لينوكس، صُمّم أساساً للأجهزة ذات شاشات اللمس كالهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.‏‏‏

وأشار ابراهيم أن نظام البحث وتصميمه يستند إلى انترنت الأشياء لتجميع ومعالجة البيانات الضخمة الناتجة عن مراقبة المؤشرات الحيوية الهامة لمرضى الحالات المزمنة في الزمن الحقيقي، كما يعرضُ تقييماً لبروتوكولي التراسل MQTTو AMQP المسؤولين عن إيصال البيانات من أجهزة المراقبة إلى البنية، والهدف من التقييم هو إيجاد الأجهزة التي تدعم الكلفة المادية الأقل تبعاً لبروتوكول التراسل.‏‏‏

وبين أن التصميم المبتكر يعمل على تحسين مستوى جودة الخدمة والرعاية الصحية المقدمة لمرضى الحالات المزمنة (مثل مرضى الشلل ومرضى السكري والمسنين)، من خلال كسر مسافة الزمن أثناء متابعة الطبيب لمرضاه على مدار اليوم .‏‏‏

غصون سليمان‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية