تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العلم نور.. لكن بلا كهرباء..!!

الكنز
الثلاثاء 24-9-2019
يونس خلف

رغم أننا تحدثنا أكثر من مرة عن الضرورة الملحة لإحداث جامعة في الحسكة، لن نكرر اليوم نفس الكلام عن شبه الإجماع على توافر كل المبررات والعوامل التي تجعل من إحداث الجامعة مطلباً ملحاً ولا عن الأمور التي تزيد من هذه العوامل أهمية وقيمة إضافية،

ولا واقع الحال الذي يؤكد اليوم أن الجامعة موجودة على أرض الواقع في الحسكة من حيث عدد الكليات والطلاب والكوادر والدوام والأمر لم يعد بحاجة إلى تذكير أصحاب الشأن بأن كل ما هو مطلوب من الجهات المحلية بالحسكة أمر ممكن سواء لجهة المقرات أم البنية التحتية، وكل ما يوفر الخدمات الأساسية الضرورية إضافة إلى أهمية وجود الجامعة ودورها في دعم عملية التنمية في محافظة الحسكة. اليوم تبدو بعض كليات فرع الجامعة بالحسكة والكوادر والطلاب منشغلين بمعاناة أخرى جعلتهم يطلبون من الجمل أذنه. فبدلاً من دعم الكليات الموجودة وتطويرها والتهيئة لإحداث جامعة وصلت الأمور إلى حرمان بعض الكليات من التيار الكهربائي، وقد أدهشتنا المعلومة فعلاً بوجود كليات بلا كهرباء نهائياً منذ أكثر من عام ولعل خطورة ذلك لا تقتصر على الحرمان من الإنارة فقط وإنما وجود كليات تتطلب تشغيل بعض التجهيزات الكهربائية مثل المخابر والأتمتة وغيرها.‏

فرع الجامعة منذ الشهر السادس من العام الماضي وهو يتابع هذا الموضوع مع الشركة العامة لكهرباء الحسكة والجهات المعنية لعل وعسى يتم تأمين التيار الكهربائي لهذه الكليات بعد تعطل المحولة التي تغذيها بالكهرباء إلا أن إدارة الشركة بينت في كتاب وجهته للسيد محافظ الحسكة أن ظروف الشركة لا تسمح بتوفير مستلزمات العمل المطلوب ورأت بأنه نظراً لحاجة مقر فرع الجامعة وكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد للتيار الكهربائي للضرورة الملحة لتشغيل التجهيزات الكهربائية في هذه الكليات من مخابر وغيرها يمكن الطلب من منظمة الهلال الأحمر تأمين الاحتياجات المطلوبة لتشغيل محطة التحويل وحددت الشركة في كتابها هذه الاحتياجات ومنها محولة جديدة مع القاطع والمنصهرات اللازمة وقياساتها، وأشارت إلى أن عدد الطلاب المستفيدين يتجاوز سبعة آلاف طالب، وبدوره السيد المحافظ خاطب منظمة الهلال الأحمر وبعض المنظمات التي تعمل في تنسيق الشؤون الانسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي طالباً الدعم اللازم لقطاع الكهرباء لتأمين حاجة فرع الجامعة. إلا أن الأمور بقيت على حالها حتى الآن، ولعل السؤال هنا: إذا كانت كليات جامعية تعاني من عدم توافر التيار الكهربائي منذ أكثر من سنة وعجزت وزارة الكهرباء عن تأمين محولة طيلة هذا الوقت فكيف سيكون الحال إذا كان المطلوب أكثر من ذلك؟‏

إن نقل محولة من دمشق إلى الحسكة لم يعد صعباً وكل شيء يصل إلا الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها!! فكيف سيكون العلم نور في الظلام؟!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية