تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تنمية الأرياف

حديث الناس
الاحد 25-8-2019
محمود ديبو

قد تكون هناك مشاريع تدعم بعض جهود المرأة الريفية هنا أو مبادرات شابة لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في الأرياف السورية إلا أن واقع الحال يتحدث عن ضرورة النهوض بتنمية شاملة للريف الذي هو

بالأساس كان بحاجة لهذه التنمية والاهتمام وخاصة لجهة الخدمات والمرافق العامة من طرق وصرف صحي ومياه وهاتف.. فقد يفاجأ البعض بأن واحدة من قرى ريفنا الجميل ما تزال بعض خطوطها مقطوعة منذ سنوات، فالخطوط هوائية حتى الآن ويقال إن هناك عملا لتحديث مقسم الناحية التي تتبع لها القرية وإلى الآن لم ير المواطنون نتائج تذكر.‏

وفي القرية نفسها بقي جزء من الطريق العام متروكاً بلا (تزفيت) لأكثر من عامين وهو الطريق الوحيد في القرية والذي يصلها مع العالم الخارجي، وقد عانى السكان الأمرين خلال هذه الفترة من مسألة النقل والانتقال وتكبدوا تكاليف مضاعفة نتيجة سوء الطريق وعدم قبول أصحاب المركبات العامة الدخول فيها.. وكثيرة هي الحالات التي قد لا يتسع المجال لحصرها والإشارة إليها ولعل أكثرها شهرة تلك التي تتحدث عن قرى تقبع على كتف نهر وينام سكانها وهم عطشى..!!‏

المهم في هذا أن نتحدث عن حجم سكاني ليس بالقليل يتواجد في معظم الأرياف السورية وهؤلاء أغلبهم يعمل في الزراعة على محدوديتها، إلى جانب أعمال أخرى بالنظر إلى ما تشهده الزراعة اليوم من تداعيات منها ضعف التسويق وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي وعدم توافر المواد الآمنة من أدوية زراعية وبذور وغيرها بالشكل المطلوب.. ومن أكثر ما يواجه سكان الأرياف حالياً هو الحاجة الماسة إلى مياه الشرب وخدمات البنية التحتية والطرق، وكذلك الاتصالات.. فمهما يكن الاهتمام بالمدن الكبرى ومشاريعها مهماً يبقى الحديث عن تنمية الأرياف من الأولويات في ضوء تراجع الوضع المعيشي للشريحة الأوسع من المواطنين واضطرارهم للبحث عن مصادر دخل جديدة قد لا تتوافر في مناطق بعيدة..ولعل أهم دافع يجب أن يحفز الجهات المعنية للسير في هذا الاتجاه هو ضرورة الحد من الهجرات الداخلية نحو مراكز المدن وتثبيت السكان في أراضيهم ومناطقهم حتى لا نصل إلى مرحلة تفرغ فيها الأرياف من سكانها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية