تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحفاظ على النعمة

على الملأ
الجمعة24-1-2020
باسل معلا

كثيرة السلع التي ما زالت مدعومة من قبل الدولة السورية على الرغم من ظروف الحرب والحصار والمقاطعة لعل أهمها رغيف الخبز الذي يعتبر خطاً أحمر بامتياز..

ربما الكثيرون لا يعرفون أن تكلفة إنتاج ربطة الخبز ارتفعت مع ارتفاع أسعار بعض أدوات ومدخلات الإنتاج، حيث أصبحت التكلفة نحو 310 ليرات سورية لربطة الخبز وزن 1300 غرام، في حين تباع بـ 50 ليرة سورية، علماً بأن التكلفة كانت بحدود 270 ليرة فتخيلوا حجم الدعم المقدم لربطة الخبز..‏

وعلى الرغم من الظروف الراهنة فقد أكد مدير عام الشركة العامة للمخابز جليل إبراهيم عدم وجود أي تعديل أو دراسة لتسعير الخبز، مشدداً على أن دعم الدولة مستمر للخبز من دون أي تغيير..‏

المشكلة أننا كسوريين لا نتعامل مع هذا الدعم المقدم أو ربما يحب البعض تسميتها بالنعمة كما يفترض، فحجم الهدر في استهلاك كبير وغير مبرر وقد لا يتوقع المرء أو يصدق أن تعديلاً بسيطاً في السلوك الاستهلاكي لمادة الخبز يراعي الحد من الهدر من شأنه أن يحقق وفورات تصل لمليارات الليرات السورية..‏

كذلك الأمر هناك أوجه كثيرة لاستغلال الدعم المقدم من الدولة لتحقيق الأرباح على حساب الجميع مثل من يبيع الخبز أمام الأفران وفي الطرقات لتباع الربطة بأضعاف مضاعفة..‏

الشركة العامة للمخابز أمام استحقاق مهم وفرصة لتجاوز العقبات وخاصة أن العمل على دمج المخابز الآلية والاحتياطية جارٍ منذ عدة أشهر ما سيتيح المجال لوضع آلية لاحتساب تكلفة تصنيع الخبز بعد عملية الدمج، والعمل على ضغط الهدر وتحقيق الوفر عن طريق تنظيم العمل وتوحيد معايير الإنتاج في المؤسسة حيث أصبح من السهولة وضع معيار واحد لمؤسسة واحدة بدلاً من مؤسستين.‏

كل ما ذكر إيجابي إلا أن النتيجة المرجوة لن نصل إليها إذا لم نعدل من مفهومنا الاستهلاكي لهذه المادة ونحد من الهدر لنحافظ على النعمة التي تعزز صمودنا في وجه محاولات الاستهداف الممنهجة لمعيشتنا..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية