تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردوغان يسرع خطوات تحصيل الأطماع في ليبيا .. مؤتمر برلين يضع المصداقية الأممية على محك لجم العربدة التركية

وكالات - الثورة
أخبار
الجمعة 17-1-2020
في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية لإنجاح مؤتمر برلين لحل الأزمة في ليبيا المقرر عقده الأحد المقبل برعاية أممية وموافقة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على المشاركة في المؤتمر حقناً لدماء الليبين الذين عانوا الأمرين من تآمر ميليشيا

الوفاق ووقوفها إلى جانب النظام التركي الطامح لاستمرار الحرب في ليبيا وسرقة مقدرات الشعب الليبي وتحقيق مبتغاه الاستعماري، تظهر معطيات جديدة توضح حقيقة المساعي التركية الرامية لإفشال المؤتمر، واتضح ذلك مع تأكيد رئيس النظام التركي رجب أردوغان أمس أن بلاده بدأت في إرسال قواتها إلى ليبيا؛ لدعم ميليشيا الوفاق في طرابلس، وذلك قبل أيام من موعد مؤتمر برلين.‏

وادعى أردوغان: إن بلاده ستستمر في استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار إلى الجنوب من أراضيها بما في ذلك ليبيا، زاعماً بأن تركيا ستبدأ في منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط العام الحالي تماشياً مع زعم أنه اتفاق بحري أبرمته بلاده مع ليبيا.‏

بالتوازي مع هذه المعطيات التي تؤكد حقيقة المساعي التركية لإفشال مؤتمر برلين على عكس الادعاءات التركية، تتوالى الأكاذيب التي تأتي على ألسنة مسؤولي النظام التركي الذين يحاولون من خلالها حرف البوصلة عن دورهم في ضخ الإرهاب إلى ليبيا، حيث زعم وزير خارجية النظام التركي المدعو مولود تشاووش أوغلو بأن بلاده لم تمنح الجنسية لمرتزقة إرهابيين من التنظيمات الإرهابية في سورية مأجورين للنظام التركي مقابل أعمالهم الإرهابية في ليبيا، مدعياً بأن الحديث عن منح الجنسية التركية لإرهابيين منضوين تحت العباءة التركية أو المال مقابل قتالهم في ليبيا، عارٍ عن الصحة تماماً.‏

هذا وكانت قد أفادت صحيفة «غارديان» البريطانية بأن ألفي إرهابي سوري قد وصلوا أو سيصلون إلى ليبيا قريباً قادمين من تركيا، لخوض القتال إلى جانب ميليشيا الوفاق التي تدعمها أنقرة.‏

وأكدت الصحيفة أن 300 إرهابي دخلوا تركيا عبر معبر حوار كلس العسكري في 24 كانون الأول الماضي، ليليهم 350 في 29 من الشهر ذاته، وتم نقل هؤلاء الإرهابيين جواً إلى طرابلس معقل ميليشيا الوفاق، حيث انتشروا في الجبهات الأمامية بشرقي العاصمة.‏

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الخامس من كانون الثاني الجاري وصل 1350 إرهابياً آخرون قادمون من سورية، وتم نشر بعضهم في ليبيا، فيما لا يزال الآخرون يتلقون التدريب في معسكرات جنوب تركيا، بينما يدرس مزيد من الإرهابيين المنتمين إلى ما يسمى «فيلق الشام» الإرهابي المدعوم من أنقرة إمكانية الذهاب إلى ليبيا، حسب الصحيفة البريطانية.‏

ولفتت «غارديان» إلى أن هذه الأرقام أعلى بشكل ملموس من التقديرات السابقة.‏

وذكرت مصادر من التنظيمات الارهابية للصحيفة أن الإرهابيين أبرموا عقوداً لمدة ستة أشهر مع ميليشيا الوفاق مباشرة وليس مع الجيش التركي، ويتلقون بموجبها رواتب بقيمة ألفي دولار شهرياً للإرهابي الواحد، مقارنة مع 70-90 دولاراً شهرياً فقط كانوا يتلقونها، كما تلقى أولئك الإرهابيون وعوداً بمنحهم الجنسية التركية. وذكرت وزارة الخارجية الألمانية على حسابها على «تويتر» أن وزير الخارجية هايكو ماس قال: إن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ملتزم بوقف إطلاق النار الحالي في البلاد، وسيشارك في المؤتمر الدولي.‏

ووسط هذه المؤشرات التي ترفع الستار عن الدور التركي الإرهابي ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأسرة الدولية تقديم دعم قوي للمؤتمر المقرر عقده في برلين الأحد القادم حول السلام في ليبيا، مطالباً كذلك طرفي النزاع في البلد الغارق في الحرب بالالتزام بوقف الأعمال العدائية بينهما.‏

ورحب الأمين العام بانعقاد مؤتمر برلين الذي سيشارك فيه، مشدداً على أن هذا المؤتمر الدولي يرمي إلى توحيد المجتمع الدولي من أجل إنهاء النزاع والعودة إلى عملية سياسية من خلال توفير الشروط اللازمة لحوار ليبي ليبي.‏

وندّد الأمين العام بالتدخلات الخارجية في الشأن الليبي، مجدداً التحذير من أن أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإتاحة التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة في البلاد.‏

ولفت غوتيريش في تقريره إلى أن مشروع البيان الذي سيصدر عن مؤتمر برلين يتمحور حول ستة محاور هي وقف الأعمال القتالية ووقف دائم لإطلاق النار، تطبيق حظر الأسلحة، إصلاح قطاع الأمن، العودة إلى عملية سياسية، إصلاح اقتصادي، احترام القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان.‏

هذا ويهدف المؤتمر إلى الحد من التدخلات الخارجية وتوفير ظروف مؤاتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية