تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الملحن والمطرب

رؤية
الأحد12-1-2020
أديب مخزوم

قد يحقق اللحن الجيد شهرة واسعة، بقدرات صوتية متفاوتة، لأنه الأساس في شهرة أي أغنية، حتى ولو كانت كلماتها عادية وحتى سطحية، لأن اللحن هو الذي يحرك المشاعر، ويحقق حالات الطرب الجماهيري، ولهذا استهجن حالات تقديس المطرب أو المطربة،

وتهميش دور الملحن، فكيف يتم تقديم المطربة الراحلة أسمهان على سبيل المثال، على شقيقها فريد الأطرش، وهو الذي قدم لها أجمل ألحان أغانيها (ياللي هواك شاغل بالي، ليالي الأنس، يامين يقولي قهوة، يابدع الورد، عليك صلاة الله وسلامه، ايدي في ايدك، الشمس غابت أنوارها وغيرها) والتي كانت وراء شهرتها، لاسيما وأن ألحانه هي الأكثر انتشارا في العالم بين جميع الموسيقيين والمطربين العرب، والتي استحق عليها لقب موسيقار الشرق والغرب، منذ الستينات حين بدأت ألحانه تقدم بأصوات مطربات ومطربين أجانب, فكل العالم يغني ألحان فريد الأطرش وبلغات عديدة.‏‏

ويتعزز شعور ريادته للموسيقا العربية حين نستعيد عبارة قالها المايسترو اللبناني الراحل وليد غلمية، وجاء فيها «موسيقا وألحان فريد الأطرش، هي الأكثر قدرة لأن توزع وتعزف أوركستراليا».. و لهذا السبب كان واحد من ثلاثة موسيقيين فقط منحوا جائزة الخلود الفني في فرنسا، الى جانب بيتهوفن وشوبان, وكان العربي الوحيد أيضاً الذي دخل متحف الخالدين, في المانيا، إلى جانب أهم مئة شخصية موسيقية عالمية ظهرت على مر كل العصور. ولهذا السبب أيضاً نعلم لماذا كان العربي الوحيد الذي اختارته منظمة اليونيسكو الدولية ليكون شخصية عام 2015 الى جانب فرانك سيناترا وأديث بياف.‏‏

ولهذا السبب نعلم لماذا يستمر البعض بمحاربته ولا سيما في مصر، بدليل ان تمثاله في حديقة دار الأوبرا بالقاهرة وضع بعد سنوات طويلة على ازاحة الستار عن تماثيل: محمد عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم حافظ, مع العلم أنه وقف على القمة بألحانه الخاصة، ولم يعتمد على جيش من الملحنين مثل بعض كبار مطربات ومطربي عصره.‏‏

facebook.com adib.makhzoum‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية