تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من فنزويلا إلى بوليفيا..أصابع واشنطن تشعل فتيل الأزمات

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الاربعاء13-11-2019
تسعى الولايات المتحدة الاميركية لفرض هيمنتها على كل الخريطة الدولية معتمدة على الترهيب والتخويف والابتزاز وفرض العقوبات والاستثمار بالإرهاب

ومخرجاته واستخدام الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والتي تأتي على رأس قائمة نشاطاتها الاجرامية، وكله بهدف نهب مقدرات الدول واستهداف الدول المناهضة لسياساتها الاستعمارية التي تصب في نهاية المطاف بمصلحة الكيان الصهيوني.‏

من المعروف تاريخياً أن دول أميركا اللاتينية عانت طويلاً من التدخل الأميركي السافر في شؤونها الداخلية، ومحاولات تطويع هذه الدول واخضاعها للمشيئة الاميركية، ومن ناحية ثانية شكلت أميركا اللاتينية عقبة في وجه المشاريع الاميركية عبر الكثير من مسؤوليها عن معاداتهم لسياسة البلطجة وايديولوجيا الهيمنة التي تتبعها الادارات الاميركية المتعاقبة، اضافة الى وقوفهم مع القضايا الحقة في منطقتنا وتجريمهم للكيان الصهيوني الغاصب الذي هو ربيب الادارات الاميركية وخنجرها الارهابي المسموم الذي زرعته في قلب المنطقة، الامر الذي أدى الى ظهور جيل من السياسيين في اميركا اللاتينية لا يترددون في انتقاد سياسات واشنطن ويتصدون لغطرستها، وينادون باقتلاع شرورها من القارة اللاتينية.‏

على خلفية ذلك التعاطي سعت واشنطن دائماً إلى الحفاظ على نفوذها في تلك المنطقة تارة عبر الدبلوماسية وتارة عبر دعم الانقلابات العسكرية التي خططت لها وصاغت سيناريوهاتها في غرف استخباراتها السوداء، كما حصل مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والذي يحصل الان في بوليفيا مع الرئيس الشرعي المنتخب إيفو موراليس، والذي يشكل مع الرئيس الفنزويلي مادورو وكثيرين غيرهم من قادة وزعماء دول في أميركا اللاتينية الشوكة التي تقف في حلق البلطجي الاميركي الذي يتبع كل السبل الشيطانية للوصول لغاياته القذرة في هذه الدول المعادية للسياسة الاميركية.‏

فالرئيس البوليفي موراليس يتصدر قائمة المناهضين لسياسات اميركا الاستبدادية، وكان حجر عثرة في وجه كل أهوائها الخبيثة على صعيد الداخل البوليفي حتى على مستوى القارة كلها، حتى أنه من أشد المناصرين للقضايا العربية والمعادين للاحتلال الصهيوني، وقد أطلق على أميركا صفة (الشيطان) الذي يحيك المؤامرات ويزرع الفتن ويستثمر بالفوضى والارهاب، الامر لم يرق لواشنطن التي ترغب ببسط هيمنها الاستعمارية على بوليفيا حتى حركت عملاءها لإثارة الاضطرابات والفوضى بعد ان روجت لمزاعم بشأن تزوير الانتخابات.‏

وعلى الرغم من كل المبادرات التي تقدم بها موراليس لتجنيب البلاد الفوضى، وسحب البساط من تحت عملاء امريكا مثل دعوته الى حوار مع الأحزاب السياسية التي فازت بمقاعد في البرلمان في الانتخابات العامة الأخيرة، ودعوته الى اجراء انتخابات مبكرة حتى يتسنى لشعب بوليفيا انتخاب حكومتهم الجديدة وبأسلوب ديمقراطي، الا ان جميع هذه المبادرات رفضت تنفيذاً لمخطط تم تدبيره لبوليفيا في واشنطن.‏

ويرى المراقبون للمشهد البوليفي ان الموارد الطبيعية وبالأخص الغاز، تلعب دوراً رئيساً في كل الذي جري، فموراليس شخصياً كان يعارض تمرير صفقات ليست في صالح الشعب البوليفي، كما قام بتأميم موارد بوليفيا الطبيعية، وبالأخص تلك المتعلقة بتأميم الغاز في 2006، ما أزعج اصحاب النفوذ في الداخل وأميركا.‏

أميركا اللاتينية تحت وطأة البلطجة الأميركية‏

تعد الولايات المتحدة الاميركية محراك الشرور في كل الخارطة الدولية وهي من يخطط ويدبر ويصوغ سيناريوهات الانقلابات في دول مختلفة بالقارة اللاتينية التي ترفض الانصياع والامتثال للرغبات الاميركية وتناهض بشدة سياساتها، فبعد الانغماس الاميركي الكامل في دعم الانقلاب العسكري في الأرجنتين عام 1976، كشف النقاب عن دور الولايات المتحدة الأميركية، في دعم عزل رئيسة البرازيل ديلما روسيف، لتتضح حقيقة تدخل الولايات المتحدة السافر في شؤون الجارة الجنوبية، وهذا التدخل بدأ إبان فترة الحرب الباردة، ويستمر في موجة جديدة من التدخلات على هيئة دعم عملاء ليثيروا فوضى داخل القارة اللاتينية، عبر انتهاز الأزمة المالية التي ضربت دولاً بأميركا الجنوبية.‏

عملت الولايات المتحدة، عام 1963 على الإطاحة بخواو غولارت، الرئيس البرازيلي آنذاك، والعضو في (حزب العمال) البرازيلي، واعترفت وكالة الاستخبارات الأميركية، بأنها مولت التظاهرات في شوارع البرازيل ضد الحكومة، وأنها قدمت الوقود والأسلحة للجيش البرازيلي، وبعدها الآن الولايات المتحدة غير راضية عن فنزويلا، ورئيسها اليساري الحالي نيكولاس مادورو، فقد أعلن الأخير في شباط الماضي، عن محاولة انقلابية داخلية بدعم اميركي، ويعد هذا الانقلاب الثاني من نوعه بعد محاولات تفعيل الانقلابات المدعومة اميركيا على سلفه الزعيم هوغو تشافيز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية