تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ردم الهــــــــــوّة

رؤية
الثلاثاء 25-2-2020
فاتن دعبول

لايخفى على من يرتاد المراكز الثقافية هذا الحضور المتواضع للجمهور في غير نشاط ثقافي، حتى لايكاد يتجاوز في عدده أصابع اليد الواحدة، في الوقت الذي تزدحم فيه المقاهي وأماكن التسلية واللهو التي تفوقت في استقطاب جمهورها

من الشباب في غالبيتهم وأيضا ممن انتهت سنوات خدمته العملية في مؤسسة أو وزارة حكومية كانت أو في القطاع الخاص.‏

فهل حقا تمتلك هذه الأماكن مقومات جذب للجمهور، لم يستطع قطاع الثقافة أن يوفرها لتكون محط أنظار شرائح المجتمع ولو في جزء منها، أم أن الناس ملت تلك الطريقة الخشبية في عرض منتجها على الناس دون أن تلامس همومهم وقضاياهم والدخول إلى عالمهم من بابه الواسع لطرح مايعانون منه على مائدتهم وتقديم مايثلج صدورهم ومشاركتهم آلامهم كما آمالهم واحتضانها بعين المسؤولية الواعية التي تفضي إلى بر الأمان؟.‏

نحن ندرك جميعا ودون أدنى شك الدور الذي تضطلع به هذه الدور الثقافية في دعم الحراك الثقافي وخلق جيل واع يؤمن بقضايا وطنه وتطوير مجتمعه، ولكن أنى لها ذلك وقد هجرها الرواد إلا قليلا، وكيف يمكن أن نعيد بناء تلك الجسور بين المثقف والمتلقي على اختلاف شرائحه وتوجهه؟‏

ثمة مايلفت الاهتمام في ذوق الجمهور المتلقي، فليس بعيدا تلك الحشود التي تجمعت في واحد من المراكز الثقافية العريقة حتى ضاق بهم المكان فكان عدد الوقوف يكاد يوازي عدد مقاعد الصالة لحضور أمسية غنائية تراثية أحيتها فرقة نسائية، وكأنها رسالة إلى المعنيين جميعا أن الفن ينتصر، ولم أستطع أن أسجل يومها، هل هواستمتاع حقا، أم أنه الهروب إلى عالم المتعة بعيدا عما يمكن أن يزيد من ثقل الحياة وأعبائها؟‏

ولكن مهما يكن الأمر، يبقى المتلقي هو البوصلة الحقيقية للأجندة الثقافية، وعلى المعنيين بالشأن الثقافي محاولة ردم الهوة وبناء جسر بين المواطن ومنابره الثقافية في مواكبة اهتماماته وتسليط الضوء على قضايا الشأن الحياتي بعين المتبصر والنقد البناء لتكون الثقافة بحق منارة المجتمع والمواطن الواعي على دروب الحضارة والتطور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية