تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحسابات المرتدة

دمشق
الثورة
حدث وتعليق
الثلاثاء 14- 1 -2020
فاتن حسن عادله

رقم العدد : 17168‏

الملخص: هناك صفعات أخرى سيتلقاها العدو في وقت لاحق، هي الرسالة الإيرانية النارية ذاتها ولكنها مصحوبة بكثير من التصميم والإرادة والعزم أكثر من أي وقت مضى، بعد أن أعادت طهران توجيهها إلى أميركا وحلفائها وكل من نعق معها بعد هجومها الإرهابي‏

واغتيالها الفريق قاسم سليماني ورفاقه في المقاومة، وبما يحقّ أن نسميه إرهاباً استهدف ويستهدف كل محور المقاومة وليس شخصاً بعينه، لأنه أبعد ما يكون أو يتوقف عندهم أو عند ذلك.‏

إذاً فلينتظر العدو الأميركي الصهيوني وليترقب في كل لحظة ردوداً عديدة وليس رداً واحداً، وما أحدثته إيران من فعل مزلزل على قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق هو صفعة خفيفة مقابل مفاجآت يتم التحضير لها، وهذا ما هو قائم في حسابات طهران وحسابات المقاومة على امتدادها، حيث الثأر للشهيد سليماني ورفاقه أضحى في معادلة مفتوحة وقائمة مع المعتدي الأميركي، وهي ستبقى مفتوحة كذلك حتى تنفيذ المقاومة لأهدافها التي وضعتها وأكدت أنها لن تتخلى عنها ما دام هناك أرض محتلة، وما دام هناك قوات احتلال متواجدة وتصعد من إرهابها وإجرامها وسرقتها ولصوصيتها وفجورها وتفتح المزيد من النار على شعوب المنطقة أو على أي حالة من التقدم بالأمن والاستقرار قد توجد أو غيرها بما يصب في مكافحة الإرهاب.‏

مَنْ فتح باب الجحيم عليه أن يتحمل الحسابات المرتدة، لا أن يطالب بالهدوء والاستكانة والتفاوض والتوهم بفتح صفحة بيضاء وجديدة وكأن شيئاً لم يكن، لا أيضاً، فهذا لن ينعم به الأميركيون ولا الصهاينة بعد اليوم، كما لم ينعموا به يوماً منذ تغيير المقاومة خاصة مع تحقيق سورية بالتعاون مع حلفائها الكثير من الإنجازات على مرتزقة الإرهاب وفرض قواعد اشتباك على أصيله الأطلسي بكل تفرعاته، وهذا جزء من حلقة التصعيد الأميركي الأخيرة على اعتبار تشابك خيوطها واتحاد أنسجتها.‏

ومَنْ هلل لهذا العدوان الوقح ودعمه للإرهابيين بالأمس عليه أن يترقب حسابات اليوم وغداً، فهيبة أميركا باتت هشة ومنكسرة بعد الصفعة الإيرانية لعين الأسد وما تعنيه بالنسبة للأميركيين وهو ما نرى انعكاساته، فبومبيو وزير خارجية الإرهاب مثلاً في حالة ليست بأفضل من ترامب وهو ما تكشفه تصريحاته الغاضبة بعد وقوع جرحى في مرتزقة بلاده في قاعدة بلد الجوية أيضاً في ثاني رد عليها بعد توعد المقاومة بمتابعة مسيرتها ضد الأميركي حتى إخراجه من المنطقة، واستجداء حمايتها! أليست مفارقة لمن يهدد ويستعرض عضلاته!‏

الوجه الأميركي أُريق على الساحة الدولية كثيراً بفعل غطرسته، وتقزيمه أكثر في المنطقة هو في خانة العد العكسي، وهو ما نراه قريباً.‏

فاتن حسن عادله‏

التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020‏

رقم العدد : 17168‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية