تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا بد أن تبقى لنبقى..

حديث الناس
الأحد 15-12-2019
محمود ديبو

علاقة السوريين بالأرض ليست جديدة وهي ممتدة عبر العصور وتتجلى بمواسم الخير والعطاء المتجدد، ولطالما زرع الفلاح السوري القمح والشعير والقطن والتين والزيتون، وأطعمت غلاله الأجيال وألبستهم.

وبقيت تلك العلاقة هي الأكثر تميزاً وتأثيراً في حياة السوريين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضاً، وكانت دائماً الكلمة الفصل للفلاح السوري، على امتداد ساحة الوطن، الذي بقي يحرث الأرض ويزرعها ويحصد المواسم والغلال الوفيرة ليوفر الغذاء والكساء للجميع دون الحاجة إلى قمح أحد أو قطنه أو زيتونه.‏

ووقف الجميع خارج حدود بلادنا متمنين أن يفهموا كنه هذه العلاقة السامية التي حصنت سورية والسوريين وأفشلت كل المخططات والمحاولات الرامية إلى إضعاف الوطن وإخضاعه لإراداتهم الخارجية.‏

هو الفلاح السوري الذي يُحتَفى به اليوم بمناسبة عيد الفلاحين، عبر مظاهر كرنفالية تتناول مناقبه وتتحدث عن جهوده وتشير إلى عطاءاته وتضحياته، وتثني على صموده في وجه كل التحديات، وإصراره على الاستمرار في زراعة أرضه وإنتاج المواسم والغلال.‏

ولعل في تذكر الفلاح والاعتراف بدوره وجهوده، شيء من الإنصاف لهذا الإنسان المعطاء، إلا أن هذا يجب ألا ينسينا ما يعانيه الفلاح ويواجهه، لا بل يجب أن يدفع باتجاه صب كل الاهتمام على دعم الفلاح وتأمين مستلزمات ازدهار الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي والإصرار على بقائها على رأس قائمة الأولويات، وخاصة أن سورية هي بلد زراعي بالأساس ويجب أن تبقى كذلك، فلولا الزراعة لما كان هناك صناعة ولا تجارة.‏

وأولى خطوات دعم الزراعة تأتي من إنهاء مشكلات الفلاحين ومعالجة الكثير مما يعانونه من صعوبات، ترتبط بمسائل التسعير والتسويق وتأمين مستلزمات الإنتاج والقروض والدعم والتسهيلات و.... وهي مشكلات مستمرة وتتجدد مع بداية كل موسم زراعي الأمر الذي يعني أن المشكلات معروفة والعلاج بالتأكيد لن يكون مستعصياً على المعنيين إن أرادوا ذلك.‏

هي الزراعة التي لا بد أن تبقى لنبقى، ولن تبقى إذا بقي الفلاح يواجه متاعبه وحده دون أن يلقى الدعم الكافي والمناسب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية