تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صفوان حنوف..أحــــد أعــــلام القصـــة القصيــرة يترجـــــل

ثقافة
الجمعة 7-2-2020
سلوى الديب

«برحيل الأديب صفوان حنوف تخسر القصة القصيرة أحد أعلامها، يحمل حنوف بكالوريوس في العلوم الاقتصادية، مما يعني أنه درس الأرقام والحسابات والأرباح والخسائر المادية، ولم يدرس علوم اللغة العربية،

‏‏

غير أنه وبجهود ذاتية وعشق لا حدود له لهذه اللغة المقدسة، كما أعتاد أن يسميها، استطاع أن يتمكن من اللغة كتابة وحديثاً...» كان هذا محور حديث الأديب عيسى إسماعيل في حفل تأبين الأديب الراحل صفوان حنوف الذي أقامه فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله.‏‏

الذي شارك فيه رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب الدكتور عبد الرحمن بيطار والإعلامي القاص عبد الحكيم مزوق والأديب عيسى إسماعيل حيث تحدث الجميع عن مناقب الفقيد والفترة الذي واكبوه بها، وقدموا شهادات شخصية, والقى كلمة ذوي الفقيد ابنه صفوة حنوف, وقد تفرد إسماعيل بتقديم دراسة نقدية لأعمال حنوف القصصية بشكل عام، سنورد بعض ما ورد فيها: يلتزم حنوف فكرة الهدف الأخلاقي والإنساني للأدب في المجموعتين القصصيتين «زمن الحرائق، و«البيدق», حيث يرى أنّ الأب مسؤول عن إصلاح النفس والسلوك الإنساني، وقد قال عنه الناقد الراحل علي الصيرفي: «يزيح الكثير من العتمة ويطلق بعض الإشعاعات النورانية كي يقدم قصصاً تشمل الفائدة والمعرفة»‏‏

ويركز حنوف على الهموم الذاتية للإنسان، دون أن ينسى ارتباط هذا الإنسان بالمجتمع الذي يعيش فيه، فيتماهى الهمّ الذاتي بالهمّ الوطني، فما يصيب الفرد يصيب المجتمع, وما يرتقي بالفرد يرتقي بالمجتمع.‏‏

تميزت قصص حنوف بالسرد الجميل, وتكمن جماليتها بالكلمات الواضحة، العادية, المعبرة عن الحال، والعبارات القصيرة القادرة على جذب القارئ والمستمع, ونجده يقتصد بكلماته فلا نرى بقصصه ذلك السرد الممل المسهب، ولا العبارة الطويلة التي تفسد حلاوة المتعة بالقراءة.‏‏

وأضاف: وما يثير الدهشة الحبكة القصصية عند الراحل حنوف، لأن الحدث غالباً غير متوقع أو قلّما يحدث، فيشوق القارئ لمزيد من التفاصيل, ففي قصته «خيط الدم» مثلاً يختفي بطل القصة فجأة، ولزمن طويل، وعندما يعود من اختفائه القسري, ويطرق باب منزله يتوقع أن تفتح زوجته الباب، لكنّ من يفتح الباب هو شقيقه, يقف الاثنان صامتين بسبب الدهشة، فيقول الشقيق للزائر (لو أنني عرفت..).‏‏

تركز قصص حنوف على المشاعر الإنسانية والجانب النفسي للإنسان، وتعمل على تعزيز مفهوم الأخوة والخير والحق والصداقة بين الناس، دون النظر إلى معتقداتهم أو أو أطيافهم، وهذه القصص تنادي بالوطنية التي معناها عشق الوطن والعمل لرفعته وسموه، وهذه القصص تهدف إلى إيقاظ الضمير وتقويض السلوك..‏‏

ويختتم: من يقرأ قصص حنوف يشعر بالمتعة والفائدة لكن من يستمع إليه وهو يلقي قصصه يستمتع أكثر، بسبب إلقائه الجميل والصوت الدافئ الذي تتكيف نبراته مع الحدث والموقف.‏‏

وأخيراً: حضر حفل التأبين مجموعة من أصدقاء الفقيد من أعضاء الاتحاد وبعض المهتمين.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية