تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. الحلول من رحم التفاهمات.. والمغردون خارج السرب ينكفئون

صفحة اولى
الجمعة 5-7-2019
كتب حسين صقر

تفعيل الاتفاقات الدولية يستوجب مجموعة من المعطيات والالتزامات، وأولها انسحاب القوات الغازية والمحتلة من الأراضي السورية، والتوقف الكامل عن دعم جميع أشكال النشاطات الإرهابية، والحفاظ على أمن وسلامة الحدود.

ضمن هذه المعطيات لا نرى لدى الدول الداعمة للإرهابيين أي نية لإيجاد حل للأزمة، بل ما نلمسه أنها تبذل جهودها لإطالة أمد الحرب، وعرقلة الحل السلمي المنشود الذي تسعى الأطراف المشاركة لإحيائه وترسيخه، والخروج بتفاهمات من رحم لقاءات سوتشي الروسية وآستنة الكازاخية، بما يسرّع عودة اللاجئين ومتابعة جهود محاربة الإرهاب بما يتوافق مع أمن سورية واستقرارها ووحدتها، والذي سوف ينعكس بالضرورة على مصالح عدد من الدول المجاورة عربياً وإقليمياً ومستقبل العلاقات معها.‏

النظام التركي بكونه أحد الأطراف الداعمة للتنظيمات التكفيرية، دائماً يغرد خارج السرب، وتتضارب تصريحاته العلنية في اللقاءات المشتركة مع نياته المبيتة، ويحرص للخروج من تبعات الحرب عبر تمييع أي جدول زمني للعهود والمواثيق، وتفريغه من محتواه، والعمل من أجل السير على مسار مختلف يؤكد شذوذه عن القاعدة التي يجب أن تبنى عليها الحلول المرتقبة، والذي من المفترض أن تأتي وفق خطط وبرامج صحيحة غير خاضعة لأي ابتزاز أو ضغوط، وما يؤكد ذاك الشذوذ، الخروقات والاعتداءات التي يحرّض الإرهابيين للقيام بها، ودفع قواته لدخول الأراضي السورية والتخييم وإقامة نقاط المراقبة والتجسس وما هنالك من إجراءات عدوانية ينفذها أي طرف غازٍ، وما دخول الرتل العسكري التركي إلى إدلب عبر لواء اسكندرون إلا تأكيد على غايات أردوغان السيئة ورغبته بتعقيد الأوضاع لا حلّها.‏

أما في الجزيرة السورية، فإن بقاء القوات الأميركية ومناورات الخروج، والتهديد باستبدالها بأخرى» عربية» تحلّ محلها، لا يشكك بنيات واشنطن إطالة أمد هذه الحرب وحسب، بل يؤكد أن أبعاد المؤامرة الغربية التي ترعاها الولايات المتحدة أبعد بكثير من مسألة البقاء في تلك المنطقة أو الخروج منها، وخاصة أن تلك المسألة ترتبط بقضايا صراع كثيرة نعيشها، حيث تريد واشنطن النيل من المحور المجابه بدءاً من إيران والعراق وسورية وانتهاء بحركات وأحزاب المقاومة التي لا تمتثل لأوامر الدول الاستعمارية وإملاءاتها.‏

سورية لا تسعى لمواجهة عسكرية مع تركيا ولا مع غيرها، لكنها سوف تحارب الإرهاب حتى تقضي عليه تماماً وستبقى شوكة في حلوق المعتدين عليها، وبالتالي فالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري ضمن أراضيه تأتي اليوم ردّاً على خروقات الإرهابيين، لكنها سوف تستمر وسيتم تفعيلها مجدداً وفق خطط وبرامج وتكتيكات لإسقاط تحصينات التكفيريين والأماكن التي يختبئون فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية