تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غربان بريطانيا ..تفخخ الأجواء العسكرية

WEEKEPEDEA SCIENCE
قاعدة الحدث
الجمعة 5-7-2019
ترجمة: محمود لحام

ولدت فكرة الطائرة المسيّرة عن بعد منذ النصف الأول من القرن العشرين وتم تطوير وصنع أول جيل منها في العام 1924في بريطانيا، وهي لا تحتاج إلى التجهيزات والمعدات التي تتطلبها الطائرات الحربية

العادية ولا إلى النواحي الفنية المتعلقة بالضغط والأوكسجين ولا حتى الجوانب المتصلة بالطقس وصفائه.. كل ذلك ساعد على تخفيف وزنها وتكاليف إنتاجها، كما ساهم في تقليل الخطر الذي قد يتعرض له الطيارون مقارنة بالطائرات التقليدية.‏

وهكذا بدأ استخدام الطائرات المسيّرة دون طيار في العمليات الحربية في الحرب العالمية الثانية، وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت آنذاك 42 طائرة من هذا النوع , وهي من صنع شركة task air group one Special وهذه الطائرات مزودة بصواريخ وقذائف، 37 منها حققت أهدافها في المكان والزمان المحددين.‏

وكانت أول مهمة قامت بها يوم 27 أيلول 1944ضد سفن يابانية، ثم أنجزت 4 مهمات أخرى في تشرين أول 1944 مستخدمة معدات جديدة في كل مرة.‏

استمر استخدام الطائرات المسيّرة دون طيار خلال الحرب الباردة في تطور نوعي في التركيز على أهداف تجسسية أكثر من الأهداف العسكرية العملياتية وكذلك في حرب فيتنام عملياتيا بشكل يدل على تطور الحرب الالكترونية، وخاصة من خلال نشرها رقائق تشويش تربك الصواريخ وتعوق أنظمة الدفاع الجوية المعادية.‏

بعد ذلك، وبسبب اتفاقيات الحد من التسلح تم إيقاف برنامج تطوير هذه الطائرات مؤقتا، وتم استخدامها بعد ذلك في حربي الخليج الأولى والثانية في الثمانينيات والتسعينيات في القرن الماضي وخاصة قي العام 1995 في حرب البوسنة وكوسوفو في 1999 وفي غزو العراق عام 2003 من خلال طائرة predator أي المفترس وحتى في اليمن والصومال وباكستان وأماكن أخرى من العالم.‏

وتستخدم الطائرة دون طيار في عدة نواحٍ مثل المراقبة والاستطلاع والتجسس وأيضا للإنذار المبكر والقيام بضربات مفاجئة من خلال تزويدها بصواريخ هجومية على الصعيد العسكري ولكن على الصعيد المدني والتنموي فإنها تستخدم في مراقبة الجو ودرجات الحرارة والأعاصير واكتشاف الكواكب ومراقبة تطور الغابات وخطوط النفط ومكافحة الحرائق ودراسة الثروات.‏

تعمل هذه الطائرات من خلال التوجيه عبر برنامج الكتروني يدار عن طريق برنامج للاتصالات مرتبط بالأقمار الصناعية ولذلك فهي تحلّق فترات طويلة وفوق ارتفاعات عالية جدا تصل إلى 15000 متر مما يعطيها ميزة أنها غير مرئية وغير مسموعة، وهناك أنواع تمتلك ميزة التحكم الذاتي من خلال برنامجها الخاص مثل طائرة X 45.‏

وتختلف الصفات الفنية للطائرات دون طيار من نوع لآخر وهذا متعلق بنوعية وطبيعة المهمة التي ستقوم بها وذلك من الوزن إلى عرض الجناح إلى طول جسمها الذي قد يبلغ 50 مترا مثل طائرة BOUING KONDOR وربما يصل 15 سنتيمترا أي ما يسمى MINI DRONE .‏

أما من حيث تكلفة هذه الطائرات فإن ثمن 1000 طائرة دون طيار يعادل ثمن طائرة واحدة من نوع EAGL F 15 التي يصل ثمنها إلى 25 مليون دولار... ومن حيث استهلاك الوقود فإن ما تستهلكه طائرة FANTOME F 4 الحربية المقاتلة يكفي لطائرة دون طيار بأن تقوم بنفس المهمة 200 مرة، ويكلف تدريب طيار لطائرة من نوع TORNADEUإلى 4,5 ملايين دولار بينما هو أقل يكثير بالنسبة لقائد طائرة دون طيار ولمدة 3 أشهر ليصبح محترفا..‏

تستخدم أكثر من 75 دولة في العالم هذا النوع من الطائرات، بينما تنتجها روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والصين وجنوب أفريقيا والهند والعديد من الدول الأوربية وبعض دول اسيا وهذه الدول تعمل بشكل مستمر على تطوير برامج هذه الطائرات.‏

بقلم روبيرت لو بان-‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية