تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اختبار لميول الطالب ومعيار عادل للقبول..الســــنة التحضيريـــة في الكليــــات الطبيــــة..تجربـــــة ناجحـــة تحقــق المســـــــاواة

مجتمع
الخميس 27-2-2020
عمار النعمة

تتفاوت آراء الطلاب وذويهم حول أهمية السنة التحضيرية في الكليات الطبية في جامعاتنا, ولهذا التقت صحيفة الثورة عدداً من المختصين, وبعض الطلاب من جامعة تشرين وحماة ودمشق لتتعرف على آرائهم ومدى رضاهم عن امتحانات السنة التحضيرية بشكل عام فكانت اللقاءات التالية:

الطالب أ.د من جامعة حماة أشار إلى أن هذه التجربة فاشلة ولا تأتي بجدوى للطلاب، بدءاً من المنهاج الضخم الذي لا يتناسب مع السنة التحضيرية، إضافة إلى مطالبتنا بأمور لا علاقة لنا بما ندرسه.‏

في حين الطالب م.ح من جامعة تشرين أكد أن أسئلة الامتحان صعبة جداً وأحياناً قد تحمل أخطاءً.‏

أما الطالبة س.ع من جامعة دمشق فأشارت إلى أن هذه الامتحانات جيدة وضرورية من حيث المبدأ, وأنها موجودة في معظم دول العالم, لكنها تحتاج إلى بعض المراجعة من قبل المعنيين لتدعيم الإيجابيات والعمل على تلافي السلبيات.‏

الطالبة س.ر أكدت أن السنة التحضيرية في العموم ليست هذا العائق الكبير أو المخيف إذا عَرف الطالب كيف يتعامل معها, فهي مفيدة في التشريح والفيزيولوجيا والوراثة والبيولوجيا.‏

أيضاً هناك نقطة إيجابية أن السنة التحضيرية تفتح مجالاً للكثير من الطلاب ليحصلوا على الفرع الذي يريدونه, كذلك الوقت الذي تمنحه مهم لكي يرى الطالب ما هو الأنسب بالنسبة له ما بين الكليات الثلاث.‏

أخيراً.. من وجهة نظري أرى أن السنة التحضيرية مهمة وفكرة جيدة.. وانا كطالبة لم أخرج منها خاسرة.‏

الطالبة م.ر أشارت إلى أن أكثر المشاكل صعوبة بالنسبة لها هي أن الامتحانات كانت فيها أسئلة من فقرات محذوفة, وفي الأصل الفقرات المحذوفة في الكتاب انتقاؤها خاطئ, أما باقي الأمور فهي جيدة ومقبولة.‏

الطالبة س.خ: السنة التحضيرية أساسية وممتازة للطالب, فهي تكشف الطالب ذا المستوى المتدني من الطالب الجيد الذي اجتهد على نفسه كثيراً, أيضاً هي مهمة لأنها تعرّف الطالب على الفروع الثلاثة التي سيعرف من خلالها إلى أين يذهب...‏

فرصة لاختبار الميول الحقيقية‏

وللتعرف على بعض آراء المختصين أيضاً كانت لنا وقفة مع د.عامر مارديني أستاذ في جامعتي دمشق والأندلس للعلوم الطبية الذي قال: تعد السنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية إجراءً قديماً ومعروفاً جرى تصميمه بعد دراسة خطط العديد من الجامعات الإقليمية والعالمية (هناك أكثر من سنة تحضيرية في العديد من جامعات العالم ومتبوعة أيضاً باختبار ميول الطالب).‏

وعلى اعتبار أن الكليات الطبية تتشابه فيما بينها في السنة الأولى ولا خصوصية لكلية طبية عن أخرى في هذه السنة إلا نادراً، فقد جرى اعتماد السنة التحضيرية كمعيار شفاف يضاف إلى درجات الثانوية العامة لتحقيق مزيد من العدالة في قبول الطلاب، باعتبار أن درجات الثانوية العامة لم تعد لوحدها معياراً كافياً لتحديد ميول الطالب في الدخول إلى هذه الكليات، حيث يمكن من خلال هذه السنة التحضيرية سبر إمكانيات الطلاب الحقيقية نظراً لعدم عدالة علامة الجزء من الألف في تحديد وتقرير مصير ومستقبل الطالب لقبوله في إحدى الكليات الطبية لشريحة درجات الثانوية العامة المرتفعة، وكذلك لزيادة الطلب على التعليم العالي(فوارق في الدرجات بين الطلاب تصل إلى 1\2400 درجة وخاصة نتيجة درجات مقررات معظمها غير اختصاصية للكليات الطبية، حيث يبلغ مجموع درجات المواد التخصصية المباشرة في الثانوية العامة 800 فقط من أصل 2400 درجة). أما المواد العلمية للسنة التحضيرية التي تم اعتمادها فهي ذات علاقة مباشرة ووثيقة بدراسته المستقبلية، وتعطي الطالب فرصة لاختبار ميوله الحقيقية عبر امتحانات مركزية وموحدة ومؤتمتة لجميع الطلاب في الجامعات السورية الحكومية, وبإشراف مباشر من قبل وزارة التعليم العالي.‏

أما المناهج فقد أصبحت موحدة في جميع الجامعات السورية وكذلك العملية التدريسية, وأما الكتب الجامعية فهي موحدة وجرى تأليفها وإعدادها من قبل نخبة من الأساتذة المتخصصين ,وذلك استقاءً وترجمة من المراجع العالمية المعتمدة، ولم تكن أبداً من تأليف المدرسين، ما أمكن من تجنب الكثير من الأخطاء العلمية التي كانت موجودة في الكتب والنوطات والملخصات الموجودة،علماً أنه قد لوحظت فروق هائلة بين كلية طبية وأخرى في الجامعات السورية من حيث المحتوى, ومن حيث عدد الصفحات المطلوبة في كل مقرر. كما تم تجنب العامل الشخصي للمشرفين على الجوانب العملية في تقدير علامة الطالب وتحييد العلامة في تأثيرها على النجاح بالمقرر.‏

كذلك فقد أصبح الدوام يبدأ في اليوم الأول من العام الدراسي، ولا داعي لانتظار صدور المفاضلة كما كان يحصل سابقاً قبل تطبيق السنة التحضيرية.‏

وفي النهاية.. فإن أي مشروع يراد تطبيقه لابد وأن تعترضه العديد من التحديات، لكن المقارنة بين مخرجات ما كان معتمداً قبل السنة التحضيرية وما بعدها فإن العدالة كانت المكسب الأول، وإن أي إخفاق يعترض التطبيق هو من صنع البشر أنفسهم وليس من المشروع نفسه.‏

تجربة ناجحة‏

د.ماجدة نحيلي أستاذة بقسم الفيزياء بكلية العلوم ومنسقة مقرر الفيزياء الطبية للكليات الطبية بجامعة دمشق أكدت أن السنة التحضيرية للكليات الطبية هي من التجارب الناجحة لأنها ميزت بين الطلاب الذين يستحقون هذا الفرع, وبين الطلاب الذين وصلوا إليه دون أن يستحقوه، كما أنها حققت مساواة بين كل الطلاب في الكليات الطبية في الجامعات السورية، مضيفة: نحن بحاجة لأطباء مجتهدين ومتميزين قادرين على مواكبة التطورات العلمية في المجال الطبي، فكم من طبيب كان وراء تطوير جهاز طبي، وهذا لا يكون إلا بفرز اولي للطالب النشيط والمجتهد والذكي من الطلاب الآخرين الذين لا تؤهلهم مستوياتهم أن يكونوا أطباء.‏

الامتحانات مركزية‏

د.رياض طيفور معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب أكد على أهمية السنة التحضيرية باعتبارها نظاماً للقبول في الكليات الطبية, وهي تساعد المؤسسات التعليمية على فرز الطلاب على الاختصاصات الطبية وفق إمكانياتهم وميولهم, كما تساعد الطالب على اكتشاف ميوله وتحديد رغباته بشكل صحيح, إضافة إلى ذلك فإن السنة التحضيرية تُعدّ السنة الأولى في الكليات الطبية ومقرراتها تم اختيارها لتوافق الاختصاصات الطبية الثلاثة (طب بشري - طب أسنان - صيدلة).‏

وأشار د.طيفور إلى أن امتحانات السنة التحضيرية تجري بشكل مركزي في كافة الجامعات, وكذلك يتم التصحيح بشكل مركزي ما يحقق المعيارية والمساواة والعدالة بين كافة الطلاب.‏

لنا رأي‏

في الختام لابد من التنويه إلى أن ثمة أسباباً كثيرة دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاعتماد السنة التحضيرية نذكر منها: ازدياد الطلب على التعليم العالي، والحاجة الماسة إلى تحديث سياسة القبول بما يتوافق والمعايير العالمية، بالإضافة إلى أن وزارة التربية في السنوات الأخيرة اعتمدت طريقة جديدة لمنح الشهادة الثانوية, فأصبحت تمنح الشهادة من خلال دورتين امتحانيتين, وليس دورة واحدة, كما كان سابقاً ووفق معيار موحد, وعليه فإن السنة التحضيرية من خلال خطتها الدرسية التي تركز باتجاه المنحى الطبي فقط, يمكن أن تساعد في التفاضل بين الطلاب بناء على إمكانياتهم وقدراتهم الفعلية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية